
تشهد مديرية وصاب السافل بمحافظة ذمار واحدة من أشد موجات الجفاف قسوة، وسط أزمة مياه خانقة تهدد حياة آلاف السكان والمواشي، فيما تلتزم السلطات المحلية والجهات المختصة الصمت تجاه كارثة إنسانية تتسع يومًا بعد آخر.
وبحسب إفادات لسكان قرى الدهمش وبني سعيد ومناطق مجاورة ل Climate Yemen، فإن مياه الشرب أصبحت شبه معدومة، بعد أن نضبت الآبار ، وتوقفت الأمطار بشكل غير معتاد، ما أجبر الأهالي على قطع مسافات شاقة يوميًا بحثًا عن قطرات ماء تكاد لا تكفي لاحتياجاتهم الأساسية.
ووصف السكان هناك الوضع بـ”المرعب”، مؤكدين أن الحيوانات تنفق عطشًا، والأطفال يمرضون، والناس يعيشون حالة طوارئ يومية دون حلول، ولا حتى وعود رسمية.
وتصاعدت موجة استياء واسعة في أوساط الأهالي تجاه أداء المجالس المحلية، والجمعية التعاونية الزراعية التي قامت بجمع مبالغ مالية كبيرة خلال الفترة الماضية لتنفيذ مشاريع دون أن يُنفذ منها شيء على الأرض.
الناشط المجتمعي عبدالله حمود الفقيه في حديثه ل Climate Yemen: إن وصاب يستنزف المسؤولون خيراتها، دون أن يمنحوها حقها في أبسط مقومات الحياة”، مضيفًا أن الناس دفعوا من قوتهم لإنشاء سقايات وسدود، لكن الفساد دفن كل تلك المبادرات، وتركهم يواجهون الجفاف وحدهم.
ووصف الفقيه صمت السلطات بأنه “تواطؤ بالصمت، وجريمة مكتملة الأركان”، وأن ما تعانيه وصاب اليوم لا يقل فظاعة عن كارثة إنسانية تستحق إعلانها منطقة منكوبة بيئيًا.
ووجه عدد من أهالي وصاب السافل مناشدة مفتوحة إلى: محافظ المحافظة ، ومدراء المديريات، وقيادة الجمعيات المجتمعية، ووزارات المياه والزراعة، والمنظمات المحلية والدولية، وطالبوا بالتدخل العاجل، داعين وسائل الإعلام والناشطين والجهات الإنسانية إلى تسليط الضوء على الكارثة قبل أن تتحوّل قرى وصاب إلى مناطق مهجورة.